وفاة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد
إدوارد سعيد يترك "الاستشراق" يتيما
توفي المفكر العالمي الفلسطيني الأصل إدوارد سعيد اليوم الخميس في نيويورك عن عمر ناهز 67 عاما بعد أكثر من عشر سنوات من الصراع مع سرطان الدم.
وكان إدوارد سعيد -الذي يعتبر واحدا من نخبة مثقفي القرن العشرين الذين استطاعوا القيام بدور الجسر بين ثقافات مختلفة- عضوا بالمجلس الوطني الفلسطيني طوال 14 سنة قبل أن يستقيل عام 1991 بسبب معارضته الشديدة لبعض مواقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وكان الفقيد أستاذا للأدب المقارن بجامعة كولومبيا. وقد ألف أكثر من 20 كتابا من بينها "الاستشراق" (1978) الذي خلخل فيه بشكل جذري التصورات الغربية عن الشرق، و"الثقافة والإمبريالية" (1994)، إضافة إلى سيرته الذاتية التي أصدرها عام 2000 بعنوان "خارج المكان".
كما عرف سعيد خلال العقود الثلاثة الأخيرة بمواقفه الجريئة وكتاباته عن الوضع بالشرق الأوسط التي يدافع فيها عن القضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
ويتميز المشروع الفكري لإدوارد سعيد بالتوجه النقدي الذي يمتد من نقد الإمبراطوريات الكبرى وحركات المد الكولونيالي إلى النقد الروائي مرورا بالنقد السياسي والنقد الموسيقي ووصولا إلى النقد الذاتي والعائلي الذي برز بطريقة مدهشة في سيرته الذاتية.
ويرى النقاد أن تميز سعيد يأتي من جمعه لخصال ثلاث تتمثل في الاتساع والعمق في المعرفة والرصانة التاريخية والأكاديمية والبعد الأخلاقي والقيمي في الموقف السياسي.
كما عرف بمعارفه الموسيقية الواسعة ومتابعته لتاريخ الموسيقى وإصداره كتبا في هذا المجال وممارسته للعزف على البيانو بمستوى المحترفين.
ولد إدوارد سعيد في القدس عام 1935 وترعرع في القاهرة قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة.