للمساء قصة عندي
تخرج الكلمات تنحني على ورقي انكساراً
منهكة تتوار
تسقط من يدي كاللؤلؤ المنثور
تمد لي جسراً للسماء
تعانقني
إلي أن يخرج الفجر من عباءته الممزقة
و الزمن الكئيب يمر على جسدي
يحدثني ماذا ستفعل في الصباح يا هذا
أتعود تغرد مع الطيور
أم ستسقط على جبينك من عبث تصنعه
و قل لي
هل أشعارك سترويك
أم سترثيك في الصباح
ما زال لي أمل من دخان أخلقه
كي أستعيد دورة الحياة و أبقى
و شم نهر يستمد من المستحيل فيض الكبرياء
الموت شريكي في غرفتي
الموت يجلس عندي
ينام معي على فراشي
يقرأ يكتب معي
يشرب القهوة معي في الصباح
يأكل مثلي
الموت حديثي أقرحني صداه
و لا أدري هل أنا أكتبه
أم هو يكتبني على ورقي رثاء
عندي ما يكفيكم من رتوش الشمس
و مطر السماء
فهل عرفتموني يا ورد الوادي الفسيح
أنا منذ أن انبثقت عن الأرض
لم يعرفني جسدي
هناك كنت وحيداً في داخلي
أنتشي في عباءة المساء
هناك كنت حيث يخرج الضياء
**********
تنحني السارية خشوعاً و ذهولاً عند سمائي
فاجلس يا جند الورى
و حدثني عن حربك هناك
و أحدثك عن حربي هنا
هل عندك ما عندي
هل تملك ما أملك
قل لي – فبين الحربين شتات
حربُ في الصخر و حربٌ في الرمل
والحروب إباء
**********
اللحن في وتري يجمعني طوراً من غبار
اللحن في وتري يرسمني صوراً في إطار
فبين المسافة في فجري وبيني
سفر طويل – متى الوصول
أسأل نفسي عبث المستحيل
سفر بلا إرساء
**********
بين القمر و الشمس للروح خلواً
حيث الانطلاق مرح
تمتد الفواصل بين الأمس و الحاضر
أستنشق ولادتي و أمرح
بعيداً – على أغصان ذاكرتي
و ذاكرتي خصبة بزهر العشق
و ليمون بيتي المطل على نافذتي
في الركن الثاني في الزمن الثاني
عصف الصبا إغراء
**********
ما زالت الكلمات تخرج مني تسقي و تضني
تمزج الغرب مع الشرق
في تعويذتها ألف قصة – ألف مساء
**********
معتقل يبحث في زواياه عن أخر أنفاسه
مسلوب الأجنحة – عالق
بين ضلوعه كدمات الافتراق عن معانيه
يومض الأمل في جبينه عودة متقطعة
يمر اليمام الحبيب مسافراً
يبشرني بالفرج القريب
و يغيب الأمل يأخذه المدى
يمتصه شبق المساء
تعبت من هذا الرداء
فأوردني عاداتي الجميلة
حرروا عزلتي الأبدية مني
فإني غدة مياه راكدة في الوادي العكر
و خذوا مني ما أملكه – من طير أو فراش
أو ورد شرقي
خذوه و اتركوا لي أيامي العتيقة
و وجه صديقتي المليحة
و طائري العنقاء